الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

المخارج والصفات

توقفنا في الحلقة السابقة عند جدول مخارج الحروف وكما هو واضح بالجدول :
مخارج الحروف خمس مخارج رئيسية هى الجوف – الحلق – اللسان – الشفتان – الخيشوم .
وسبعة عشر مخرج خاص يخرج منها 29 حرف .
والدليل على ذلك من متن المقدمة الجزرية :
مَخَارِجُ الْحُرُوفِ سَبْعَـةَ  عَـشَرْ
عَلَـى الَّـذِي  يَخْتَارُهُ مَنِ اخْتَبَرْ
الجوف هو أول مخرج عام وهو مخرج مقدر يخرج منه حروف المد الثلاثة .
الحلق ثاني مخرج عام يخرج منه ثلاثة مخارج خاصة لستة حروف .
اللسان المخرج العام الثالث وهو أهم عضو في هذه الأعضاء بل هو مركز النطق يخرج منه 18 حرف وباقي الحروف العشرة موزعين على باقي المخارج التي نتكلم عنها لذلك لو تعطل اللسان لتعطل نطق الإنسان  ولذا  يكنى به عن اللغة أو الكلام . فنقول لسان عربي ونقول كلية الألسن .
 قال الله تعالى :
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }إبراهيم4
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }النحل103
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} الشعراء
{وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ } الأحقاف12
 الشفتان رابع المخارج العامة وبهما مخرجان لأربعة حروف .
الخيشوم وهو خامس المخارج العامة وهو مخرج مقدر وهو عضو هام جداً لإخراج الغنة القرآنية التي لا يخرجها إلا العرب في القرآن وتخرج أحياناً في اللغات الأخرى ولكن ليس على سبيل المخرج المحقق أو المقدر ولكن على سبيل الصوت الاعتباطى أو العشوائي .ونستطيع أن نري أهمية الخيشوم فعندما يصاب الإنسان بالزكام مثلا وتسد فتحتي الأنف لا يستطيع أن ينطق الميم والنون بشكل كامل بل نقول له أخنف .
نتذكر معاً الآن تعريفات مهمة :
الصوت : تخلخل وتموج في طبقات الهواء تدركه الأذن البشرية ويطلق عليه الصوت المسموع .
الحرف : هو صوت اعتمد على مخرج . أي أن الصوت الناتج عن حركة الحبلين الصوتيين ، ووضعهما نتيجة لاعتماد القارئ على مخرج معين هو ما نسميه الحرف .
والمخرج : هو  المعتمد أو الموضع أو الحيز المولد للحرف . وقيل هو محل خروج الحرف الذي ينقطع عنده الصوت فيتميز به عن غيره، سواء كان الصوت معتمدا على مخرج محقق أو مخرج مقدر. بقدرة الله عزوجل وتيسيره .
والدليل من متن السلسبيل الشافي :
اعلم بأن الحرف صوت اعتمد * على مقاطع لها في الفم حد
والمخرج اعرف أنه في العرف* معناه موضع خروج الحرف
فهل يستطيع أحد النطق بأي حرف أو إخراج أي صوت بدون تيسير المولى عزوجل؟
نجد ان الناس كلها تشترك في أعضاء النطق فهي عند الكل سواء ولكن هناك من لا يستطيع النطق نهائيا فهو أبكم .وهناك من هو من الغرب لسانه أعجمي فنجد عنده مخرج الحلق مثلا معطل لا يستطيع نطق ح ع خ غ .
كما نجد من البكم من ينطق فقط ء هـ وممكن م ب ولكن مخارج اللسان كلها معطلة رغم وجوده وسلامته من العيوب ونرى الأطفال وهم في بداية تعلمهم الكلام نقول يلاغي – أي يتعلم اللغة -  نجد أن أول الأصوات المنطوقة مثلا ب م هـ ء ثم تأتي بقية الحروف بعد ذلك .
فسبحان الله العظيم هذا لون من ألوان تكريم الله تبارك وتعالى لبني الإنسان على سائر مخلوقات أن هيأ لهم هذا الجهاز الذي يولد هذه الأصوات كي يخرج منه لغات التبادل والتفاهم المشتركة التي يتفاهم بها الناس ويتعاملون بها في كل أحوالهم .
ثم هم يملكون نفس الجهاز أيضا وتجد أصواتهم متفاوتة تمام كما تفاوتت بصمات أصابعهم حتى أن علماء العصر الحديث استخدموا هذه الخاصية فجعلوا منها بصمة لغلق الخزائن .
على القارئ للقرآن أن يفطن لهذه المسأله ويعيها ويدرك جدا أن الله تبارك وتعالى قدر خصه وميزه وجعل له جهازا ناطقا بل فضله على كثير من البشر لهم مثل ما له ما الأجهزة  ولكنهم لا يستطيعون تفعيل هذه الأجهزة بل فضله الله تبارك وتعالى  على سائر الناطقين عموما فجعله ينطق بالعربية بل فضله الله تبارك وتعالى زيادة في التشريف والتكريم والتفضيل فجعله تنطق بأحرف القرآن الكريم وهذا أعلى ما يصل إليه بني الإنسان وأعظم ما يتوصل إليه هو ألا ينطق بكلام البشر ، أنت تتكلم بكلام رب البشر وهذه أعلى منقبة وأعلى تكريم وأعلى منزلة وأعلى تشريف فكان حتما لازما على هذا الرجل أو على هذة المرأة التي فضلهم الله تبارك وتعالى وجعلهما ينطقان بأعظم منطوق أن يخرجا هذا المنطوق بأروع ما يكون ولن يكون هذا الإخراج إلا بتتبع ما وصل إلينا عن نبينا محمد الذي كان يتعجل القراءة فعاتبه ربه فقال {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} وقال له {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} ثم جعل هناك منقبة لهذه الأمة المحمدية أن تنطق القرآن بلفظ نبيها r كما أراد له الرحمن بهذه الصورة التي لم يظفر التاريخ بمثلها وهي طريقة التلقي والمشافهة فلقن النبي r أصحابه كما لقنه جبريل ، والصحابة علموا الدنيا بعد ذلك ، من خلال أن لقنوا التابعين ولقن التابعون من بعدهم إلى أن وصل إلينا كتاب الله تبارك وتعالى بهذه الصورة  التي لا تزال تردد في أصقاع الدنيا كلها في ربوع الدنيا كلها بهذه الطريقة السلفية التي كان عليها أصحاب النبي r وبهذا النقل الفريد .
كيف نحدد مخرج الحرف :
عندنا طريقتان :
الأولى :
 نضع همزة قطع متحركة بالفتح قبل الحرف مثل: "أَمْ" ثم ننطق بالحرف ساكن أو مشدد وحيث ينقطع الصوت فذلك مخرج الحرف المحقق (فإن مخرج الميم هنا الشفتان) وعدا ذلك مقدَّر.
سؤال : لماذا الهمزة بالذات ؟
لأنها تخرج من منطقة المزمار وهي مابين الوترين الصوتيين وتخرج بعصر زمير الأوتار الصوتية فهي بداية أي حرف أو هي بداية جهاز النطق عموماً فبعد الأوتار الصوتية ما انعصرت وحدث لها إغلاق تام وهذا الإغلاق لقى شدة حتى نعبر عنه بالعصر هذا الصوت يسير في مساره الطبيعي عبر الحلق واللسان والشفاه .... فنسكن هذا الحرف أو نشدده ونبتدئ بهمزة قبله فيحدد ذلك منطقة خروج هذا الحرف تحديداً واضحاً مثل :                     أت     أط     أث وهكذا .

الثانية :
 نأتي بهاء سكت بعد الحرف مثل جه – به – مه .
نرى الآن باتجربة العملية إن كان مخرج الجوف الخاص بحروف المد واللين هو فعلا مخرج مقدر أم هو مخرج محقق .
حروف المد لها شرط معين حتى نطلق عليها حروف مديه وهو أن يأتي قبلها حرف مجانس لها في الحركة .
ماذا يعنى مجانس لها في الحركة ؟ يعنى أن  قبل الألف يأتي حرف متحرك بالفتح وقبل الواو حرف  مضموم وقبل الياء حرف مكسور حيث أن الفتحة بنت الألف والضمة بنت الواو والكسرة بنت الياء وهذا يعنى أن الألف عبارة عن فتحتين والواو عبارة عن ضمتين و..........الفتحة نصف الألف والضمة نصف الواو و.........
ولكي نحدد المخرج ننطق مثلاً باء مفتوحة ثم نطيل الفتحة فتتحول إلى ألف ونجد أن الصوت لا ينتهي إلا بانتهاء هواء الزفير الحامل له و نجد أن حروف المد ليس له نهاية محددة في موضع معين لذا مخرجها مخرج مقدر .
فالمخرج المحقق : هو الذي يعتمد على جزء معين من أجزاء الحلق أو اللسان أو الشفتين ، بعبارة أخرى إذا انتهى الصوت في نقطة معينة من ( الحلق أو اللسان أو الشفتين ) فمخرج الحرف هنا محقق . بمعنى أن الصوت تحقق وانتهى في نقطة محددة نستطيع تمييزها .
والمخرج المقدر : هو الذي ليس له حيز معين مثل مخرج حروف المد الثلاثة ، بمعنى أن الصوت لم ينته في نقطة محددة من ( الحلق أو اللسان أو الشفتين ) .
سنحاول الآن أن نتخيل ما يحدث في جهاز النطق البشرى ليتمكن الإنسان من النطق بالحرف أي حرف ونرى إبداع  الخالق العظيم الذي أتقن كل شئ خلقه .
جهاز النطق البشري
مما يتكون جهاز النطق لدى الإنسان؟
 يتكون من ثلاثة أشياء هي :-
1-    بعض أعضاء الجهاز التنفسي ( كمساعدة ) .                
2-    الحنجرة .
3-    التجاويف العليا ( الحلق ، الأنف ، الفم) .
أما أعضاء الجهاز التنفسي التي تساعد في عملية النطق فهي :-
1-   الحجاب الحاجز         
2-   الرئتان
3-    القصبةالهوائية
ومهمة هذه الأعضاء في عملية النطق و إنتاج الكلام تقتصر على ضخ هواء الزفير عبر الحنجرة و التجاويف العليا.
مكونات الجهاز التنفسي هي : الأنف ، البلعوم ، الحنجرة ( بها لسان المزمار ) ، القصبة الهوائية ( تتفرع إلى شعبتين هوائيتين ) ، الرئتين ( تتكون من حويصلات هوائية ) .
وسنتناول نبذة عن كل عضو منها إتماما للفائدة وتدبرا في خلق الله .
 الأنف :
هو جزء من الجهاز التنفسي وهو أول ما يقابل الهواء الداخل للجسم
 وهو أيضاً العضو المسئول عن الشم.
يقوم الأنف بتصفية الهواء وترطيبه وتدفئته أثناء مروره من الممر الأنفي
إلى الحنجرة والرئتين من 12 إلى 15 مرة في الدقيقة.



ووظيفته الصوتية تتمثل في الرنين الصادر عن مرور الهواء عبر هذا التجويف ، هذا الرنين ينتج بطبيعة الحال عن تردد الرقيقتين الصوتيتين . فيخرج منه صوت مكمل  للصوتين م ، ن وهو الغنة .



 البلعوم :
يلي الأنفَ تجويفٌ يلتقي فيه الجهازان: التنفسي، والهضمي، يطلق
عليه البلعوم، ويعرف كذلك-عند العامة-بالزور.ويتكون البلعوم من ثلاثة أجزاء :-
البلعوم الأنفي – البلعوم الفموى – البلعوم الحنجرى
الحنجرة :
عبارة عن صندوق غضروفي يقع على قمة القصبة الهوائية وهي مفتوحة من الأعلى ومن الأسفل مهيأ بشكل خاص لتكون بمثابة صمام منظم  للهواء الداخل أو الخارج أثناء عمليتي الشهيق والزفير.
وتبقى الحنجرة مفتوحة إلا عند مرور الطعام والماء من الفم إلى المريء، فإنها تقفل بواسطة لسان المزمار الموجود بين آخر اللسان وبداية القصبة الهوائية.
ويطلق على الحنجرة "صندوق الصوت"، وذلك لاحتوائها على الرقيقتين الصوتيتين المسئولة عن إصدار الصوت ( وُتعرفان بالحبلين الصوتيين ، ولكن نظرا لكونهما رقيقتين وليستا حبلين فتسميتهما كذلك أي الرقيقتين الصوتيتين أدق في الوصف ) وهما متصلتان في المقدمة منفصلتان في المؤخرة مشّكلتان ويتحكم فيهما غضروفا الأرتنويد اللذان يقومان بشدهما أو إرخائهما أو السماح بتقابلهما أو تباعدهما . غضروفي الأرتنويد يقومان بالتحكم في الرقيقتين الصوتيتين .والصور الآتية  توضح ذلك :

القصبة الهوائية :
بعد مرور الهواء من الأنف إلى البلعوم ثم إلى الحنجرة، يتجه نحو القصبة الهوائية، وهي عبارة عن مجرى واحد، لا يلبث أن ينشق إلى فرعين قرب عظمة القص ، وتتفرع القصبة الهوائية إلى شعبتين هوائيتين يسرى، ويمنى ، ويبطن القصبة الهوائية خلايا طلائية هُدْبية . تتحرك هذه الأهداب لأعلى في اتجاه الأنف والفم، حيث تنقل المخاط وما يحمله من ذرات غبار وبكتيريا في اتجاه الفم. وعندما تصل إلى البلعوم تحدث عملية السعال، حيث يتخلص منه إما بالبصق وإما بالابتلاع ، وتكون هذه الأهداب أقرب ما يكون إلى الإصابة بالشلل حين تعرضها لبعض الغازات (مثل ثاني أكسيد الكبريت الموجود في دخان السجائر)، أو مواد أخرى كالكحول. وقد أفادت دراسة علمية أن التعرض لثاني أكسيد الكبريت المنبعث من سيجارة واحدة يكفي لشل حركة الأهداب لمدة ساعة كاملة، ليصبح خلالها الجهاز التنفسي مفتوحاً على مصراعيه لدخول الميكروبات بأنواعها. ويتضح من خلال ذلك سبب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي في المدخنين ومدمني الكحول ، فسبحان من أراد بالإنسان خيرا حين منعه من كل خبيث  .
ويتواجد تحت طبقة الخلايا الطلائية شبكة من الشعيرات الدموية الكثيفة جداً تقوم بترطيب الهواء وتدفئته قبل أن يدخل إلي الرئة، وبالتالي فهي تحافظ على رطوبة الطبقة الطلائية، وتجعل درجة حرارة الهواء الداخل إلى الرئة في درجة حرارة الجسم تقريباً.
الجهاز الصوتي من الناحية التشريحية يتكون من أربعة تجاويف هي :            
1.        الحنجرة .
2.        والتجويف الحلقي .
3.        والتجويف الفموي  .
4.        والتجويف الأنفي .
وقد تناولنا الأربعة تجاويف عدا التجويف الفموي و وهو أكثر التجاويف تعقيدًا كما أن غالبية الأصوات اللغوية تخرج منه . ويمتد من الشفتين إلى أعلى التجويف الحلقي  وسنترك دراسة لحين نأتي لدراسة مخرج اللسان بإذن الله .
أول شئ نبدأ به عملية الشهيق يعنى ناخد نفس . هذا النفس فى سرعة تامة سيكون دخل الرئتين وتحدث عملية تبادل الغازات المعروفة ويصبح هواء الزفير المحمل بثانى أكسيد الكربون جاهز للخروج..........
هواء الزفير هو ما نحتاجه لننطق بالحروف
يأتي هواء الزفير من الرئتين عبر القصبة الهوائية حتى يصل إلى الحنجرة وهنا تحدث أهم عملية في خروج الصوت فتعالوا لنرى ماذا يحدث في الحنجرة:   
وهذا الأمر سيكون معنا طوال محاضراتنا عن المخارج والصفات :
في الحنجرة يوجد الوتران الصوتيان كما نعلم  وهما عبارة عن غشائين كل واحد منهما نصف دائرة حين يمتد فإذا امتد الوتران أغلقا فتحة الحنجرة ومنعا الهواء الخارج من الرئة من المرور , وهذان الوتران من أعضاء النطق المتحركة كما أن لهما القدرة على اتخاذ أوضاع متعددة تؤثر في الأصوات اللغوية ,
 أهم هذه الأوضاع أربعة أوضاع هي :
1. الوضع الخاص بالتنفس : عندما ينفرج الوتران الصوتيان انفراجا ملحوظا بحيث يسمح للتنفس أن يمر من خلالهما دون أن يقابله أي اعتراض أو مانع يحدث في حالة ما يسمى في الاصطلاح الصوتي بالهمس مقابل الجهر وتسمى الأصوات التي تنطق حينئذ : الأصوات المهموسة .
2. وضعهما في حالة تكوين نغمة صوتية : عندما ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا جزئيا لا كليا بحيث يسمح للهواء المندفع من خلالهما أن يفتحهما ويغلقهما بسرعة وانتظام فائقين ينتج عن ذلك ما يعرف بذبذبة الأوتار الصوتية وهي ذبذبة ينتج نغمة صوتية تختلف في الدرجة والشدة وتعرف هذه النغمة في اصطلاح علماء الأصوات بالجهر كما تسمى الأصوات التي تصحب هذه النغمة بالأصوات المجهورة .
3. وضعهما في حالة الوشوشة : في حالة الوشوشة يكون الوتران في وضع يقرب من وضعهما في حالة الجهر ولكن مع فارق مهم هو تصلبها وتجمدها بحيث تمنع حدوث حدوث أي ذبذبة والمعروف أن الأصوات المجهورة في الكلام تستبدل بأصوات ( مسرة ) في حالة الوشوشة. أما الأصوات المهموسة فإنها تظل على حالتها بدون تغير .
4. وضعهما في حالة تكوين همزة القطع : قد ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا تاما لفترة زمنية قصيرة بحيث لا يسمحان بمرور الهواء من أو إلى الرئتين إلى أن يحدث ذلك الانفراج المفاجئ الذي يعقبه أو يصحبه صوت انفجاري نتيجة لاندفاع الهواء. هذا الصوت الانفجاري في داخل الحنجرة، وهو ما يسمى في العربية همزة القطع ويبدو أن التسمية العربية قد لاحظت تلك السمة البارزة في عملية نطق هذا الصوت وهي قطع النفس.
وهذه الأوضاع الأربعة التي لا يكتسب أو يكتسب فيها الهواء صفة صوتية عند الحنجرة
ثم يتنوع ويتشكل حسب وضع اللسان والأسنان والشفتين
ودرجة التقاء الأعضاء المتحركة بالأعضاء الثابتة داخل الفم أو الحلق.
ويمكن إدراك الفرق بين تذبذب الرقيقتين الصوتيتين من عدمه ، بوضع رؤوس أصابع اليد على الحنجرة ونفخ الهواء باستخدام الفم عندها لا تحس بتذبذبهما كما أنك لن تسمع لهما صوتًا . وأنت في الوضع نفسه حاول أن تنطق واوًا طويلةوووووو- عندها سوف تحس بتذبذبهما في أصابعك كما أنك ستسمع الصوت الصادر عنهما .
حاول نطق الألف والياءا ا ا ا ا ا ، ي ي ي ي - فستسمع التذبذب نفسه ، إلا أن نوعية الصوت تغيرت ، فتذبذب الرقيقتين الصوتيتين عند نطق الألف أو الياء أو الواو واحد تقريبا . والفرق الحقيقي بينهم  هو شكل وسعة التجويف الفموي اللذين يغيرهما وضع اللسان والفك السفلي .
تصاحب ذبذبة الرقيقتين الصوتيتين كثير من الأصوات اللغوية . فعندما ننطق صوتًا ويكون هذا الصوت مصحوبًا بتذبذب الرقيقتين الصوتيتين نطلق عليه مجهورًا وإذا كان الصوت يخرج دون مصاحبة تردد الرقيقتين الصوتيتين نسميه صوتًا مهموسًا .
ما هو الفرق بين النفس والصوت ؟
النفس الطبيعي
 لا ارادى يخرج فيه هواء الزفير من الرئتين ويكون الحبلان الصوتيان في حالة ارتخاء تام ويمر هواء الزفير من بينهما من خلال فتحة المزمار بدون أن يهتز الحبلان فلا يتولد صوت أي يخرج الهواء بدفع الطبع من غير أن يسمع .
الصوت :
نفس ارادي مسموع وهو خروج هواء الزفير من الرئتين بالارادة عند بداية النطق ومعه يهتز الحبلين الصوتيين بسرعة وانتظام فائقين فتنتج عنهما ذبذبة فيتولد صوت يسمع فاما أن يتكيف الهواء كله بالصوت فيصبح حرفا مجهورا أو يتبقى بعضه بلا صوت فيسمى مهموسا وإما أن  ينحصر الهواء الحامل للصوت في مخرج الحرف فيسمى الحرف شديدا أو يجري الصوت في المخرج فيسمى حرفاً رخواً .
م
الصـــــوت
النفـــــس
1
خروج الهواء بإرادة الإنسان (بعد مشيئة الله)
خروج الهواء بدافع الطبع
2
لا يحدث صوت إلا بانبعاث نفس
يحدث النفس دون الصوت
3
إذا انحبس النفس ينحبس الصوت
إذا انحبس الصوت لا ينحبس النفس
4
الصوت له مخرج ينحصر فيه – محقق
النفس ليس له مخرج ينحصر فيه – مقدر
5
تسمع
لا يسمع

ونلاحظ أن الأصوات الخارجة من جهاز النطق البشرى منها ما يمكن كتابته مثل الأحرف الهجائية  ومنها ما لا يمكن كتابته مثل الضحك والبكاء ولكل حرف مخرج محدد لا نستطيع إخراجه من غيره
قلن أن المخرج : هو المنفذ الذي يخرج منه الحرف أو هو الموضع الذي يتولد منه الحرف بقدرة الله تبارك وتعالى وتيسيره .
والمخرج بمثابة الكم للحرف والصفة بمثابة الكيف فالمخرج كالأبوين فالأبوين ينجبان أولاداً ولكن الأولاد يختلفون في صفاتهم لذا فهناك صفات وعناصر تميز صوت كل حرف عن الآخر حتى لو اشترك أكثر من حرف في مخرج واحد .

وسوف نستعرض – بحول الله وقوته – من المحاضرة القادمة -  مخرج كل حرف ولكي نميز بين الحروف سنتناول عناصر صوت كل حرف  التي يتميز بها عن الآخر الذي قد يكون مشترك معه في نفس المخرج ولا يتميز إلا بها وهي :-
1.    جريان النفس أو عدم.               2. جريان الصوت أو عدمه . 3.حال اللسان عند النطق بالحرف.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المتابعون