تابع أحكام النون الساكنة - ثانياً الإدغام

تابع أحكام النون الساكنة

ثانياً : الإدغام

لغة : الدمج والإدخال .

اصطلاحا: إدخال حرف ساكن في حرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني أو كالثاني يرتفع اللسان عند النطق بهما ارتفاعه واحدة .

حروفه : مجموعة في كلمة يرملون

الدليل من تحفة الأطفال :

والثانِ إِدْغَــامٌ بِسِـتَّـةٍ أَتَــتْ

فِي يَرْمَلُـونَ عِنْدَهُـمْ قَـدْ ثَبَتَـتْ

أسبابه : التماثل مع النون ، والتقارب في حروف يرملو على مذهب الجمهور .

تطبيق الإدغام : يكون الادغام بدمج النون الساكنة في النون المتحركة مباشرة أو تحويل النون الساكنة إلى حرف مماثل مع باقي الحروف .

فائدة الإدغام :-

التخفيف لأن المدغم والمدغم فيه ينطق بهما كحرف واحد مشدد .

أقسامه :-

( أ ) بغنة مجموعة في ( ينمو – يومن )

لَكِنَّهَـا قِسْمَـانِ قِـسْـمٌ يُدْغَـمَـا

فِـيـهِ بِغُـنَّـةٍ بِيَنْـمُـو عُلِـمَـا

( ب ) بدون غنة مجموعة في ( رل )

وَالثَّـانِ إِدْغَـامٌ بِغَـيْـرِ غُـنَّـهْ

فِـي الـلاَّمِ وَالـرَّا ثُـمَّ كَرِّرَنَّـهْ

أولاً الإدغام بغنة :-

الإدغام لا يأتي إلا في كلمتين أي أن الحرف المدغم ( النون الساكنة أو التنوين ) آخر الكلمة والمدغم فيه في بداية الكلمة التي تليها من يعمل – إن نشأ

ملحوظة هامة جداً:

لا يكون الإدغام من كلمة واحدة أي: عند اجتماع النون الساكنة مع (ياء) و (واو) في كلمة واحدة .

وهذه الحالة موجودة في القرآن في أربع كلمات وقد وضح هذا الناظم في قوله :-

إِلاَّ إِذَا كَــانَ بِكِلْـمَـةٍ فَـــلاَ

تُدْغَـمْ كَدُنْيَـا ثُـمَّ صِنْـوَانٍ تَـلاَ

والكلمات الأربعة هي :-

بنيان ( الصف )

الدنيا (حيثما وردت )

صنوان ( الرعد )

قنوان ( الأنعام )

ويسمى : إظهار مطلق لعدم تقييده بحلقي أو شفوي أو قمري .

وعلة هذا الإظهار :-

المحافظة على وضوح المعنى لئلا يشتبه مع المضاعف وهو ما تكرر أحد حروفه الأصول نحو { رمَّان – حيَّان }

فمثلا :- كلمة صنوان إذا حدث إدغام نتوهم معنى غير المراد وتصبح صوَّان معناها ما يصان به أو فيه الكتب والملابس

بينما صنوان تعني النظير والمثل ، وبذلك يلتبس الأمر على السامع فلا يفرق بين ما أصله النون وأدغم وبين ما أصله التضعيف .

ويستثنى من ذلك :-

1. أول سورتي الشعراء والقصص :-

طسم = طا سين ميم

الحروف المقطعة :- فالنون وقعت مع الميم في كلمة وحقها طبقا للاستثناء الأول الإظهار ومع ذلك أدغمت.

وجه الإدغام فيها :

لأن هذا ما حكمت فيه الرواية وليست أوجه دراية .

مراعاة الاتصال اللفظي ليتأتى معه للتخفيف بالإدغام .

2. أول سورتي يس و القلم :-

يمتنع الإدغام فيهما تبعا للرواية حيث أظهر حفص الموضعين المذكورين من طريق الشاطبية .

وجه الإظهار :

هو مراعاة الانفصال الحكمي لأن كلمة يس ، ن أسماء للسور .

الأمثلة:

م	حروف الإدغام بغنة	مع النون	مع التنوين
1	ي	فَمَن يَعْمَلْ	وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
2	ن	مِن نِّعْمَةٍ	عِظَاماً نَّخِرَةً
3	م	مِن مَّالٍ	مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ
4	و	مِن وَلَدٍ	وَفَاكِهَةً وَأَبّاً

ثانياً : الإدغام بدون غنة :-

هو ذهاب الحرف (ن) بالكلية لإدغامه في غيره وكذا ذهاب صفة الغنة منه .

حرفاه :- ل – ر ، جمعت في قولهم ( رل ) .

طريق التطبيق :-

فتبدل كل من نْ أو التنوين ل أو ر ساكنة ثم يدغم بعد ذلك إدغاما تاما فيما بعدها لجميع القراء من طريق الشاطبية .

وجه الإدغام بدون غنة :

على مذهب الجمهور التقارب بين ( ل ، ر ) والنون.

استثناء :-

( ن ) من راق ï القيامة 27 :

فإن حفصا يسكت عليها سكته بغير نفس وهو مامنع في الرواية إدغامه لأن السكت مانع للإدغام ।

الأمثلة :

م	حروف الإدغام بدون بغنة	مع النون	مع التنوين
1	ل	مِّن لِّينَةٍ	مَتَاعاً لَّكُمْ
2	ر	عَن رَّبِّهِمْ	غَفُورٌ رَّحِيمٌ

تقسيم الإدغام من حيث الكمال والنقص :-

1] الإدغام الكامل :- هو ذهاب ذات الحرف وصفته معا ويكون في (ل) و (ر) وفيه يدغم الجزء اللساني والخيشومي للنون وننطق (ل) أو (ر) مشددة .

وعلامته في المصحف :- عدم وجود السكون على (ن) وكذلك تشديد الحرف المدغم فيه ، وبالنسبة للتنوين فعلامته تتابع الحركات ـًـــٍـ مع تشديد المدغم فيه .

2] الإدغام الناقص :- هو ذهاب ذات الحرف وبقاء صفته ويكون ذلك في (و) و (ي) وفيه يدغم الجزء اللساني للنون ولا ندغم الجزء الخيشومي للنون وهو الغنة ولكن يجب خروج صوتان معاً

فمثلا :- حرف (و) يخرج صوت من الشفتين وصوت من الخيشوم معا .

وحرف (ي) تخرج من وسط اللسان مصاحبة لها غنة .

وعلامته في المصحف :- عدم وجود السكون على (ن) وعدم تشديد الحرف المدغم فيه ، وبالنسبة للتنوين يكون متتابع الحركات ـًـــٍـ وعدم تشديد الحرف التالي .

3] الإدغام المختلف فيه :- وهو إدغام النون الساكنة في ( ن ، م )

أوجه الاختلاف :

أ] من اعتبر أن الغنة الموجودة هي غنة الـ(ن) الأولى اعتبره إدغام ناقص .

ب] من اعتبر أن الغنة الموجودة هي غنة الحرف المدغم فيه اعتبره إدغام كامل .

والعمل عند المحققين على الرأي الثاني بكونه كامل ولذلك وضعت المصاحف على الحرف المدغم فيه ( شدة ) وذلك في حرفي ن ، م .

الخلاصة :- الغنة صفة المدغم عند ( و- ي) ، وصفة المدغم فيه عند ( م ، ن ) .